إيمان طفيلي تحيك عالماً متخيلاً وحراً، بماكينة الخياطة

الفنانة اللبنانيّة إيمان طفيلي، غالباً، ما تستلهم مواضيع أعمالها من تجاربها الشخصيّة، فتحاول من خلال لوحاتها أن تتخذ موقع الشاهدة على كلّ ما يجري من أحداث في حياتها. تنشر إيمان الطفيلي، خمسة أعمال من مجموعتها التي أنهت إنجازها سنة 2021، مطلقةً على هذه المجموعة إسم «منظومة»، ضمن مبادرة «صور ضوئية».
«منظومة» للفنانة إيمان طفيلي، عمل فنّي يتألف من احدى وخمسين لوحة، تُمثل عمر الفنانة حتّى تاريخ إنتهائها من إنجاز المجموعة في سنة 2021. تشارك الفنانة في هذه المجموعة جانباً أساسياً في حياتها، كونها إمرأة ترتدي الحجاب، وتعيش وحيدة، بعد وفاة زوجها، وضمن بيئة تتكرس فيها، سرديات الذكورية.
«قطبة واحدة، من منظومة القطب التي تنسجها ماكينة الخياطة، هي أنا، من هذه الخيوط يتشكّل شال يحتويني… يكون لي الأمن والأمان. قطعه الصغيرة، تحملني نحو البعيد، تتجاوز كلّ ما هو عامودي وأفقي، وتأخذني إلى حريّة جميلة، لأحلق بعيداً، حاملةً أحلامي».
إيمان الطفيلي
جميع لوحات هذه المجموعة منفذة بحجم صغير، أي لا يتجاوز حجم أكبرها 42 سم. كما أنّ جميعها منفذة بتقنيّة الكولّاج اليدوي. إلّا أنّ الفنانة لم تلجأ إلى إستعمال المواد اللّاصقة لتثبيت الصور والقماش على الورق، بل إختارت أن تُثَبّتَهُم عن طريق إستعمال ماكينة الخياطة.
تتألف اللّوحات من صور إلتقطتها الفنانة من شبابيك منزلها أو من مدخله، بمحاولة منها أن تلتقط البيئة والحي الذي تعيش فيه. تضيف على هذه الصور تشكيلاً، عبر إستعمال قطع من القماش التي مزقتها من شالها الذي تلبسه كحجاب.

أمّا العنصر الأساسي في جميع اللّوحات، هو المرأة المحجبة التي أيضاً شكلّتها الفنانة، عبر الصور، وأيضاً القماش، وهذه المرأة تصوّر الفنانة بذاتها، ضمن الفضاء الذي تعيش فيها.
جميع هذه العناصر، إختارت الطفيلي جمعها، عبر إستخدام ماكينة الخياطة، فلجأت بحسب قولها إلى معامل الخياطة بهدف تعلّم الطريقة المناسبة لحياكة القماش على الورق، لتنفيذ هذه المجموعة. وتوضح إيمان بأنّ إصرارها على إستعمال ماكينة الخياطة، هو بهدف الحصول على الخطّ المتعرّج الذي تنتجه الماكينة بنفس الطريقة والأسلوب، رمزاً ودلالةً إلى المنظومة الذكوريّة المتوارثة، التي تترعرع بها المرأة، إلى ما لا نهاية.
«كنت بحاجة ماسة إلى إستعمال ذلك الخطّ الذي تحيكه الماكينة، تتفتح المرأة في مجتمعنا على قيم ممنهجة لا تتغيّر أو تتطوّر، والخط المتعرّج هذا يرمز إلى هذه المنظومة، أمّا الخط الآخر الذي تتنتجه ماكينة الخياطة، والذي قمت بإستعماله أيضاً، فهو يتشكّل على شكل حرف الـ X. لقد اخترت إستعماله لأعبّر بدوري عن الرفض لهذه المنظومة». وبالتالي، عبر حياكة الفنانة لعناصرها، تصبح الصور حاملةً للقماش، والورق حامل لكليهما.

قد تكون المجموعة التي أنجزتها الفنانة، هي بهدف مشاركتنا مشاهد من حياتها كإمرأة في هذه المنظومة، إنّما وبمحاولة صادقة منها، تشارك المجتمع مشاهد من حياة أغلبية النساء في هذه المنظومة، اللواتي يتعرضن كلّ يوم إلى أفعال الذكوريين، بأشكالها المختلفة.
تتحدث إيمان طفيلي مع «ماكيت» عن مجموعتها، قائلةً: «قطبة واحدة، من منظومة القطب التي تنسجها ماكينة الخياطة، هي أنا. من هذه الخيوط يتشكّل شال يحتويني، أعتقد بأنه يحميني… يكون لي الأمن والأمان. ولكن قطعه الصغيرة، التي بدأت تغريني، تحملني نحو البعيد، تتجاوز كلّ ما هو عامودي وأفقي، وتأخذني إلى حريّة جميلة، تخرجني من الزاوية السوداء التي ترسمها ذكورية ما، لأحلق بعيداً حاملةً أحلامي،».


تتحدث إيمان طفيلي مع «ماكيت» عن مجموعتها، قائلةً: «قطبة واحدة، من منظومة القطب التي تنسجها ماكينة الخياطة، هي أنا. من هذه الخيوط يتشكّل شال يحتويني، أعتقد بأنه يحميني… يكون لي الأمن والأمان. ولكن قطعه الصغيرة، التي بدأت تغريني، تحملني نحو البعيد، تتجاوز كلّ ما هو عامودي وأفقي، وتأخذني إلى حريّة جميلة، تخرجني من الزاوية السوداء التي ترسمها ذكورية ما، لأحلق بعيداً حاملةً أحلامي،».
تعرّف/ي على إيمان الطفيلي:

فنانة متعددة التخصصات، حائزة على الماجستير بإختصاص الفنون التشكيليّة من الجامعة اللبنانيّة. تعمل الفنانة بإستخدام عدّة تقنيّات ومواد، ودوماً ما تستلهم مواضيعها من تجارب عايشتها شخصيّاً في ظلّ الأحداث المتسارعة التي تجتاح العالم. شاركت أعمالها في عدة معارض عالمية ومحلّيّة.