لوحة «مادونا البرتقال» للفنان الفلسطيني إسماعيل شموط

لوحة «مادونا البرتقال» أحد أعمال الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط، الذي طردته قوّات الإحتلال عام 1948 هو وعائلته من منزلهم. رسم شموط هذه اللوحة في العام الذي عاد فيه لزيارة مسقط رأسه (مدينة اللد) بعد غياب دام 50 عاماً. ليستبدل إحدى أشهر الأيقونات الفنيّة من عصر النهضة الإيطاليّة، وهي تمثال «بييتا» للسيّدة العذراء التي تحتضن طفلها يسوع، بأم فلسطينيّة شابة.
تقف الأمّ، في لوحة شموط، باعتزاز في أحد بساتين شجر البرتقال. يغطي رأسها حجاب أبيض اللون يتدلى على كتفيها بسلاسة، بينما تحمل طفلها النائم بين ذراعيها وبجانبها ابنتها الصغيرة. تحيط بالمادونا وولديها شجرة برتقال مثمرة ويتناثر حصادها على الأرض. كما نرى في الخلفيّة رجل وصبيّ يتساعدان على قطف البرتقال.
شموط الذي دائماً ما يجسّد مآسي الشعب الفلسطيني وتقاليده وعزمه على الصمود في مواجهة الاحتلال، منذ أن بدأ امتهان الرسم في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، يهدف من خلال هذه اللوحة المنفذة بأسلوب كلاسيكي، أن يبث روح التفاؤل في الأجيال الفلسطينية القادمة عبر وفرة البرتقال في أرضها الحزينة.
أمضى إسماعيل شموط طفولته في مخيم اللاجئين، في خان يونس، في قطاع غزّة، ثمّ التحق بكليّة «الفنون الجميلة» في القاهرة. فور تخرجه عام 1953 أقام أول معارضه الفنيّة المنفردة في غزّة، حيث عرض لوحته الشهيرة «إلى أين؟». وفي عام 1954، تابع دراساته في روما، ثمّ شغل، عام 1965، منصب مسؤول الفنون والثقافة الوطنية لدى «منظمة التحرير الفلسطينيّة» في بيروت، ومنصب الأمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب عام 1971.
ساهم شموط جنباً إلى جنب مع زميلته وزوجته الفنانة تمام الأكحل في تطوير أسس الفن الفلسطيني، وأقام العديد من المعارض الفنيّة لأعماله في جميع أنحاء العالم. تعتبر أعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني الشهير، إسماعيل شموط، في الغالب تصويراً لأحداث التاريخ الفلسطيني أثناء وبعد نكبة عام 1948.